ترامب يُواجه عواصف سياسيّة عاتية

11 : 44

الرئيس الجمهوري يشنّ هجمات مكثّفة لـ"ردع" الديموقراطيين (أ ف ب)

في خضمّ أزمة سياسيّة فجّرها الديموقراطيّون في وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بخصوص "القضيّة الأوكرانيّة"، التي كانت وراء بدء اجراءات عزله، الذي وصفه الرئيس الجمهوري بـ "الانقلاب"، بدا ترامب هجومياً جداً عبر تغريداته، معتمداً سياسته المعهودة بممارسة الدفاع عبر استراتيجيّة الهجوم. وكتب في تغريدة على "تويتر" قبل أن يُدلي بتصريحات للصحافيين في البيت الأبيض: "على الديموقراطيين الذين لا يفعلون شيئاً، أن يُركّزوا على بلادنا، بدلاً من أن يُضيّعوا وقت الجميع وطاقاتهم في هراء". وفي وقت سابق، ندّد ترامب بـ"انقلاب" يستهدفه، وكتب: "وصلت إلى خلاصة مفادها أن ما يجري ليس اتهاماً، بل انقلاباً هدفه الاستيلاء على سلطة الشعب، وعلى تصويته وحرّياته وتعديله الدستوري الثاني وديانته وجيشه وجداره الحدودي وحقوقه، التي وهبها ايّاه الله كمواطن في الولايات المتّحدة الأميركيّة".

في المقابل، رأى رئيس مجلس العلاقات الخارجيّة ريتشارد هاس أنّه تمّ تجاوز الحدود. وندّد بتصريحات ترامب الهادفة إلى "تقويض المؤسّسات"، معتبراً أنّه من "المقلق أن يعمد ترامب والمحيطون به إلى وصف اجراء العزل بالانقلاب، في حين أن الاجراء منصوص عليه في الدستور". واظهاراً لتصميمهم على ابقاء الضغط، هدّد الديموقراطيّون في الكونغرس، بإجبار الإدارة الأميركيّة على مدّهم بالوثائق التي طلبوها. وسيُوجّه النوّاب رسميّاً للإدارة انذاراً بتسليم هذه الوثائق الجمعة، إذا لم يتسلّموها حتّى ذلك اليوم. وقال آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات النافذة في مجلس النوّاب الذي تحدّث ترامب عن وجوب توقيفه بتهمة الخيانة، محذّراً: "نحن لا نخلط في هذا الصدد، ولا نُريد أن تتمّ المماطلة في الأمر لأشهر كما يبدو من تكتيك الحكومة".

وحتّى الآن، يبدو أن المقرّبين جداً من ترامب مصمّمون على كسب الوقت في هذا الصراع السياسي المحتدم، بينما يشنّ الديموقراطيّون حملات مكثّفة على الإدارة الأميركيّة مدعومين من وسائل إعلام كبيرة. وفي هذا الصدد، يرفض وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو ومحامي ترامب رودي جولياني، وهما في صلب الملف، الجدول الزمني الذي يُحاول النوّاب الديموقراطيّون فرضه. وبومبيو، الذي يُعتبر أحد أكثر الشخصيّات نفوذاً في إدارة ترامب، بين الأشخاص الذين استمعوا إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأكّد بومبيو خلال مؤتمر صحافي في روما أنّه "شارك في الاتصال" الهاتفي، وهو كان موضع طلب رسمي من ثلاث لجان في الكونغرس لتسليم وثائق ضروريّة لتحقيقها. بيد أنّه أشار إلى أنّه "سنقوم بالطبع بواجبنا الدستوري، لكن في تناغم مع القيم الأساسيّة للنظام الأميركي"، مضيفاً: "لن نسمح لأشخاص في الكابيتول بترهيب موظّفي الخارجيّة".

إلى ذلك، سيُدلي المفتش العام لوزارة الخارجيّة بشهادة بطلب منه وسيُسلّم وثائق للنوّاب. ويؤكّد ترامب أن مباحثاته الهاتفيّة مع زيلنسكي لا تنطوي على ما يُمكن أن يُلام عليه، في وقت حصل على دعم ، كان على الأرجح لا يرغب فيه، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال: "لا أرى ما يُسيء في المباحثة بين ترامب وزيلينسكي"، معتبراً أن "أيّ رئيس دولة كان سيفعل الأمر ذاته". كما رأى أن خصوم الرئيس الأميركي يستخدمون "أيّ ذريعة" لمهاجمته. وسُئِلَ بوتين ما إذا كانت روسيا تنوي التدخّل في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة في 2020، كما حدث في 2016، بحسب وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة. فأجاب ساخراً وسط تصفيق الحضور: "سأُطلعكم على سرّ، نعم سنُمارس الخطأ نفسه، لكن ايّاكم أن تُذيعوا الأمر".


MISS 3