المسوحات الدماغية أصبحت أكثر دقة بـ64 مليون مرة

02 : 00

سمح تطوير التصوير بالرنين المغناطيسي طوال أربعة عقود بمسح أدمغة الفئران بأعلى دقة على الإطلاق. تتعدد منافع هذه التقنية، منها إطالة العمر بشكلٍ آمن. وتُعتبر أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي أدوات مهمة بالنسبة إلى الأطباء حول العالم. تسمح هذه التقنية بتحديد أي تغيرات في أنسجة الجسم وقد ترصد أوراماً دماغية أو أضراراً في المفاصل والأعضاء اللينة.

لكن لا تكون دقة الصور ممتازة حين تبرز الحاجة إلى تكبير الدماغ واستكشاف طريقة عمله. لهذا السبب، أمضى علماء من مركز «ديوك» للفحص المجهري في الجسم الحي، في كارولاينا الشمالية، عقوداً عدة وهم يحسّنون أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدية، فزوّدوها بقطع مغناطيسية ولفائف أكثر قوة وحسّنوا التحليل المحوسب. نتيجةً لذلك، أصبحت الصور التي تلتقطها هذه التقنية أدق من تلك التي تنتجها الأجهزة التقليدية بـ64 مليون مرة.

اختبر العلماء تقنية التصوير الجديدة عبر استعمال نماذج من الفئران المخبرية حتى الآن، لكن تبدو النتائج واعدة. تسمح الصور بالغة الدقة للباحثين بمراقبة الدماغ وجميع روابطه عن قرب.

يقول المشرف الرئيسي على الدراسة، آلن جونسون، من جامعة «ديوك»: «هذه التجربة تمنحنا فرصاً جديدة. يمكننا أن نبدأ الآن بمراقبة أمراض التنكس العصبي بطريقة مختلفة بالكامل».

بعد مسح الدماغ، تُسلّط التقنية الضوء على النسيج عبر مجهر ضوئي يستعمل طبقة من ضوء الليزر لإضاءة العينات. ثم ينظر العلماء إلى الصور المضاءة على ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، ويستطيع هذا الجهاز أن يعكس صورة دقيقة عن الدوائر والخلايا الدماغية.

يسمح التفاعل بين هاتين التقنيتَين للعلماء بدراسة طريقة تطور مجموعات خلوية معينة مع مرور الوقت. تكون معرفة مسار تطور الأمراض مفيدة أيضاً حين يحاول الخبراء تحديد المرحلة التي وصلت إليها أمراض مثل الباركنسون أو الزهايمر.

لكن يظن جونسون أن الفرص الجديدة تترافق مع تساؤلات أخرى أيضاً، فيختم قائلاً: «يمكن إطالة عمر بعض الحيوانات بنسبة تصل إلى 25% عبر إحداث تغيرات بسيطة نسبياً في حميتها الغذائية وأدويتها، لكن يجب أن نراعي أيضاً قدرات الدماغ. هل يحافظ الدماغ على سلامته بعد إطالة العمر؟ نستطيع أن نستكشف هذا السؤال الآن، وسنتمكن بعدها من نقل النتائج إلى البشر مباشرةً».


MISS 3