عرضت مجموعة من العلماء الأربعاء المنصرم نظريةً جديدةً قد تحلّ لغزَين مهمّين. ويتمثّل اللغز الأول في نشوء القمر الذي تشير النظرية الأكثر شيوعاً له إلى أنّه تشكّل بعد اصطدام كوكب «ثيا» بالأرض قبل 4.5 مليارات سنة، ما أدّى إلى انتشار ما يكفي من المواد في الفضاء ليشكّل تكتّلها القمر.
وتقول الدراسة إنّ العثور على بقايا «ثيا» يتمّ من خلال النظر ليس في الهواء بل تحت الأرض. فعلى عمق 2900 كيلومتر تحت سطح الأرض، تثير نقطتان كبيرتان اهتمام العلماء منذ اكتشافهما باستخدام موجات زلزالية في ثمانينات القرن الماضي. وتقع هاتان الكتلتان اللتان تتمتع كلّ منهما بحجم مماثل لمساحة قارة والموجودتان في قاع عباءة الأرض، تحت أفريقيا والمحيط الهادئ، كما أنهما أكثر سخونة وكثافة من المكان المحيط بهما.
وتشير عمليات المحاكاة الحاسوبية التي أجراها الباحثون إلى أن هاتين الكتلتين هما آثار مدفونة لـ»ثيا» اخترقت الأرض وقت الإصطدام. وقال الباحث تشيان يوان المعدّ الرئيسي للدراسة، إنّ: «هذا الإصطدام كان أعنف حدث تعرّضت له الأرض بتاريخها»، مستغرباً عدم وجود أي أثر مرئي لذلك، ما دفعه للتفكير في أنّ مكان الجسم المرتطم هو تحت الأرض.