بين برودة البيت الأبيض إزاء المسار التفاوضي، وحماسة إسرائيل لحسمٍ عسكري سريع، تتضاءل فرص الوساطة. وطرح مظلّة إقليمية للتهدئة، قد يشكّل خطَّ الدفاع الأخير قبل الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
في لحظة فارقة من التاريخ المعاصر، يبدو أن النظام الإيراني يقف أمام مرآة انكساراته، خالياً من أوراق القوة، فاقداً للسيطرة على ما تبقى من مشروعه الإقليمي.
تكمن فلسفة هذه الصلاحية في مبدأ فصل السلطات لأن رئيس الجمهورية يجب أن يتأكد من مدى دستورية أي قانون وملاءمته للظروف السياسية والاجتماعية القائمة قبل إصدار هذا القانون.
أبدى أكثر من 60% من المواطنين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا خشيتهم من تحوّل هذا النزاع إلى حرب شاملة في المنطقة، تشمل دولاً مثل لبنان وسوريا والعراق، وربما تستجلب تدخلات عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة وروسيا
لقد خُدع العالم، وخُدع الشعب الإيراني أكثر من غيره. لكن الحرب، على قسوتها، كانت لحظة الحقيقة. هذه الحرب كشفت الزيف الذي عاش عليه نظام طهران طويلاً. وما يجري اليوم ليس فقط نهاية مرحلة، بل ربما بداية لعصر جديد.
يقف النظام الإيراني، المُثقَل بالعقوبات والاحتقان الشعبي، أمام خيارين قاتمين: إمّا التراجع تحت وطأة القصف والضغوط، أو المغامرة بتصعيد قد يستدرج الولايات المتحدة ويقود نظام الجمهورية الإسلامية إلى نهايته، إمّا من الجو أو من الداخل.
صاروخ "سابسان" ليس مجرّد سلاح جديد، بل هو إعلان دخول أوكرانيا عصراً جديداً من السيادة التكنولوجية والتكتيكية، في معركة أصبحت فيها القدرة على التصنيع الذاتي للسلاح شرطاً للبقاء، وليس فقط للنصر.
اليوم تقف إيران أمام اختبار وجودي: فراغ قيادي، وضربة قاصمة لقدرتها على الردع النووي والصاروخي. غير أن هذا لا يعني النهاية؛ طبعاً، إيران ستناور وتقصف المزيد من الصواريخ على إسرائيل، لكن إلى متى؟ بما أنّ الحروب استنزاف أيضاً.
في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على ضاحية بيروت، تردّدت في آذان اللبنانيين أصداء مألوفة، كان من بينها بيان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي وصف تلك الغارات، التي وقعت ليلة عيد الأضحى، بأنها "إبادة علنية للسيادة الوطنية".
الجنوب ليس مزرعة. هو أرض لبنانية لنا الحق فيها كما لكل لبناني. فليحترمه من يدّعون الدفاع عنه، ولا يفرّطوا به على مذبح المغامرات والحسابات الإيرانية.
ما كدنا نلتقط أنفاسنا من أزمات متلاحقة، حتى جاءنا خبر تعيين علي حمية مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون الإعمار، ليُشعرنا كأننا عدنا إلى نقطة الصفر.