كان خورخي ماريو برغوليو أوّل حَبرٍ من القارة الأميركية، والأوّل من نصف الكرة الجنوبي، وأوّل يسوعي يعتلي سدّة البابوية. فلحظة صعود الدخان الأبيض من كنيسة السيستينا عام 2013 لم تكن مجرّد انتخاب بابا جديد، بل إعلاناً ضمنياً عن توجّه جديد في قلب الكنيسة.
فلتكن النقلة نوعية في الإختيار وفي المحاسبة ولتكن الجرأة في مواجهة المقصرين جدية وفاعلة ولتحيا بلداتنا على الإنماء والإنجازات ولننسى الحزازات والمصالح الشخصية لصالح الخير العام.
الأحداث المفصلية في تواريخ الشعوب تعرف باسمائها. غير أن نسبتها إلى زمن حدوثها فيه ميزة الاختصار. ذاك دور اصطلاح "13 نيسان" للإشارة إلى انفجار الأوضاع في لبنان وتحوّل ما كان تشنجاً إلى قتال وسفك دماء استمر لخمس عشر ةسنة أخذ بعدها أبعاداً أقل دموية.
يواجه لبنان منذ سنوات أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، ورغم تعهّد الحكومات المتعاقبة بالإصلاح، بقيت تلك الوعود رهينة التوازنات الداخلية، وسط ضعف استقلالية القرار السياسي أمام النخب الطائفية ونفوذ "حزب الله".
"حزب الله" على يقين، أن دولاراً واحداً لن يدخل لبنان قبل أن تتضح الصورة النهائية لمآلات السلاح، وأن ملف إعادة الإعمار سيبقى خالياً من أي أمر تنفيذي على الأرض، إذا لم يخرج «الحزب» سلاحه منها إلى مخازن الجيش اللبناني.
لم تزل دروب الحروب مفتوحة محلياً، إقليمياً ودولياً وللبنان حصة في ثناياها.
يجب، وتبعاً لِما يحكم الواقع الحالي في لبنان، إلغاء ثلاثية نيسان بشكل تام ونهائي، دون تدوير زوايا أو التفاف على الحقائق، وذلك عبر إنجاز خطوات دولتية مؤسساتية دستورية.
الفدرالية ليست مشروعاً انفصالياً ولا نزعة انعزالية، بل إدارة عقلانية للتنوع اللبناني وتمكين فعلي للمكوّنات ضمن إطار الوحدة الوطنية الجامعة. الفدرالية صيغة عادلة تقوم على التكامل وليس الغلبة، وعلى الشراكة وليس الإلغاء.
مصير محادثات مسقط لن تحدده جداول اللقاءات ولا بروتوكولات الاستقبال، بل القدرة السياسية على كسر النصوص المألوفة.
كما حلّت الحروب سابقاً على اللبنانيين، عندما تخلّت الدولة عن واجباتها السيادية، فكذلك الآن، ليس من المُستبعد أن تحلّ لمرّاتٍ ومرّات عدّة وبأشكالٍ مختلفة ومتنوعة، إن تبيّن أن الحكّام الحاليين لا يُمثّلون القيادة الحقيقية التي تستطيع الانطلاق بقطار بناء الدولة.
التلطّي العام خلف قاموس "حزب الله" في تفسير المسلّمات الدستورية والقانونية والدولتية، لا يمنع الأسوأ ولا يمنح لبنان فرصة للتنفّس، بل على العكس تماماً، فهو يقوده إلى إجهاض الفرصة المتاحة لاستعادة دور الدولة ومستقبل اللبنانيّين بحياة آمنة ومزدهرة.
اتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل وقّعت العام 1949 تحت البند السابع، وشكلت إطاراً قانونياً جيداً حفظ لبنان من أي اعتداء طيلة عشرين عاماً تقريباً، حتى بداية حرب الـ 1967، وكل ما نحتاجه اليوم في ظل المتغيرات والتطورات هو تعديل بنود هذه المعاهدة لتضمينها وجوب الالتزام بالقرارت الدولية الجديدة سيّما 17
البارحة جاء أد غابريل اللبناني الأصل رئيس الـ ATFL محذراً من التراخي في تنفيذ هذين المطلبين. ثم أصدر عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش وجان شاهين بياناً يطالبان فيه الحكومة بالقيام بمسؤولياتها قبل فوات الأوان. وها هي مورغان أورتاغوس عندنا ويقال تحمل إنذار الفرصة الأخيرة.