شخصية الرئيس الجديد المنتخب هي هذه المرة نقطة تحول تاريخية، تبدأ معها إعادة تكوين السلطة؛ فإما الرئيس الضعيف الحائر والمبهم الهوية الذي يؤمّن استمرارية الخراب، وإما الرئيس الوطني القوي الإصلاحي والنزيه الذي يطلق الخلاص.
الخيار أمام لبنان اليوم واضح: إما أن يعود إلى نهج المؤسسين الذين طبقوا مفهوم الحياد قولاً وفعلاً، أو أن يظل ساحة لصراعات الآخرين. فالعودة إلى الحياد ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية لبناء دولة قادرة على حماية شعبها وضمان مستقبلها.
السؤال الأساس يتمحورُ حول الكيفيَّةِ التي سيعتمدُها دولةُ الرئيس بري في تمريرِ هذا الإستحقاق الذي لم يكن متحمِّساً لإنجازه، وهل سينجحُ في إسقاطِ تنبُّؤاتِ المُحلِّلين الذين أبدوا تشاؤماً في إنجازِ الإستحقاقِ الجلسة القادمة؟
تبرز أهمية توحيد القيادات واعتماد سياسة واضحة تتجاوز الولاءات الحزبية الضيقة. عندها يصبح ممكناً التخطيط لمواجهة الرواية الأخرى بفعاليّة، والانتقال إلى الخطوات الأساسية لإنشاء وإطلاق حملة سردية مضادة قادرة على تغيير مسار الرأي العام لصالحها بشكل مستدام.
لا يجب أن يمر المشروع كأننا لسنا في خضم شرق أوسط جديد وفي مخاض تغيير نهج الحكم في لبنان من طريقة التفكير إلى طريقة آلية الحكم.
ربما انتهى المخاض بعد أيام وبات للبنان رئيس جمهورية. ارتفاع فرص تحقق هذا التوق وضع شخص الرئيس المرتقب في مقدمة مواضيع البحث والتداول والنقاش ذي الحدة أحياناً، على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. يقف المشاهد والقارئ والمستمع على غوص عميق في كفاءات كل مرشح، تاريخه،علاقاته وولاءاته الداخلية وا
قوة الدول مهما صغرت أو كبر حجمها تتمثّل بالدور الإيجابي الذي تستطيع أن تلعبه في تحقيق مصالح شعوبها وتأمين السلام لها، فلو لم يقع لبنان فريسة ترتيبات التوازنات التي رُسمت في أواخر ستينات القرن الماضي لكان حافظَ على استقراره السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي ولكان اليوم يتمتّع بأعلى مستويات الدخل
إن الفشل في معالجة الفراغ السياسي والهوياتي، إلى جانب الانقسامات الطائفية، يوفر أرضية خصبة لاستمرار هذه الجماعات. على غرار تجارب أخرى، مثل غزة، تُظهر سوريا كيف تتحول الإحباطات السياسية والهوية غير المحلولة إلى وقود لمشاريع الإسلاميين.
إنّ سقوط ذرية الأسد إلى غير رجعة اعتبرناه إيذاناً بسقوط المتسلّطين على مصائرنا وحياتنا ومستقبل أولادنا منذ عقود، لقد انكسرت "الفقاعة" التي سُجن فيها اللبنانيون والسوريون طيلة خمسة عقود.
أنتم أبناء هذا الوطن، لستم أدوات في أيدي مجرمين يحوّلونكم إلى دروع بشرية ووقود لحروبهم القذرة. أنتم وأولادكم لستم حطباً لمحرقتهم. أنتم أقوى من أن تختطفوا وأكرم من أن تُستغلّوا.
التاريخ يُعلمنا أن سقوط الأنظمة الديكتاتورية لا يعني نهاية تأثيرها. كما احتاجت ألمانيا إلى جيل كامل للتخلص من إرث النازية، ستحتاج سوريا، وربما لبنان، إلى جهود مماثلة للتخلص من إرث الأسد.
تميزت التجربة الإسلامية السورية ايضا بالتنوع، بين تيار معتدل، وتيار عنيف اندفع إلى صدام دموي مع السلطة مبررا بذلك قسوتها وجرائمها، ونتج عن ذلك مجازر دموية، كان ضحاياها في صفوف الإسلاميين والشعب السوري بالملايين
لا بد أن تنعكس دوّامة العنف المستمرّة على من أشعلها، ولكن كما قال أفلاطون: "أعظم الشرور هو أن يفلت الظالم من دفع ثمن خطئه."
سعى نظام الأسد المخلوع وبعض المجموعات الموالية له أن توهم شعوبها ومناصريها أنها من تحميهم من إسرائيل لا بل أنها ستعمد إلى إزالتها من الوجود، غير أن ساعة الحقيقة تبين أن هؤلاء احتموا بشعوبهم في محاولة لإنقاذ أنفسهم، وتبين أن الأسد لا يتعدى كونه هرّاً على شاكلة أسد.
هذا الوضع الكاسح لترامب سيستمر، على الأقل، لسنتين حتى إجراء أول انتخابات في عهده. خلال السنتين الأوليين ستكون له السلطة وربما الإرادة للقيام بإجراءات قد لا تتوفر ظروفها لعقود.
فكرة "التحدث باسم الله" وإضفاء طابع إلهي على قرارات الفقيه، بالإضافة إلى تفسير الهزائم على أنها انتصارات، تعكس تداخلًا بين السلطتين الدينية والسياسية الذي لا يمكن إيجاده في النصوص الإسلامية الأصلية.
ستبقى أمهاتنا يقرعن الصدور، يرفعن الصلوات لينال القاتل جزاءه ويكون هذا الأسد آخر الطغاة وآخر الشياطين الذين يفتحون أبواب الجحيم على الشعوب في هذه الأرض.
كل الأنظمة والمُنظمات التي لا تتقن إلا لغة الحروب والقتل لن تفهم يوماً لغة التسابق نحو السلم.
ثورتنا التي أعتقدتم أنكم أجهضتموها بالقمصان السود وبكل الألوان لم تزل تعتمل في نفوسنا وسنفعلها في صناديق الديمقراطية التي لا تدركون كنهها.
باختصار في رئيس؟ الجواب في القريب العاجل ما في رئيس؟ لكن الوعد الصادق هذه المرة أن رئيسكم سيقلب المقاييس وسيفاجئ على أكثر من حجم ومستوى وسوف يكون ذاك الآتي على فرس وبيده القرطاس والقلم وسيف الدستور.
ان عسكرة الطائفة الشيعية أضعفتها بدل أن تقويها، وقلّصت دورها الوطني لصالح أجندات خارجية. ولا يمكن للشيعة دفع أثمانها من القتل والتهجير والتدمير والانزواء خارج لبنانيتها التي أوصلتها اليها الشيعية السياسية.