من دون أدنى شك أنّ اللبنانيين أصغر من لعبة الامم، ولبنان لا يحتمل، في طبيعته الكيانية ومحيطه الجغرافي ودعوته ورسالته، إلا الحياد، الحياد الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والذي تبنّاه الرئيس جوزف عون في خطاب القسم.
تعود والعدالة الالهية قد أنصفتني، وذلّ كل من تسبب لي بالعرق في ذلك اليوم المشؤوم في دمشق، فلا تمعن في التاريخ ضرباً ولا حفراً، فالسياسة أن تأخذ بيد ناسك الى المستقبل لا أن تجعلهم رهينة الماضي...
لقد استنزفوا البلد بكل الطرق الممكنة، ومع ذلك، لا يزالون يصرّون على فرض نفوذهم وكأن شيئاً لم يتغيّر. هذا التمسّك الأعمى بالفساد والجشع والعقلية المتعجرفة التي تعتقد أن لبنان سيبقى رهينة لهم، هو خلل قاتل يجب أن ينتهي.
من أبرز أمثلة تفضيل مبدأ المحاسبة على التمثيل هو نظام الانتخاب البريطاني. في بريطانيا ثلاثة أحزاب رئيسية تقتسم النواب بينها. الغريب أن أعداد ممثلي الحزبين الأكبرين تتقارب عادة وتبلغ المئات لكل منهما من أصل 650 عضواً، فيما يقتسم ما تبقّى المقاعد القليلة وإن كان مجموع أصوات من ايّدهم يبلغ مئات الألوف.
حضر لقمان في ذكراه الرابعة معلناً ككل مرة أنه لم يستسلم لرصاصات القاتل وهذه حقيقة لن يمحوها الزمن لأن الغياب يُسجل على من لا مواقف عنده "تبقي الرجال إذا مضوا وقفاتهم".. ولقمان من الرجال الذين أبقتهم المواقف على قيد الحياة.
الانتصار الوحيد الذي حققه نعيم قاسم وحزبه منذ تأسيسه ودخوله بازار السياسة والمتاجرة بالشعارات كان الانتصار على اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، انتصار ثمنه دماؤهم وأرواحهم وسلامهم.. وحتى هذا الانتصار ينقلب اليوم إلى هزيمة.. غصباً عن الواهمين !
إن معركة اللبنانيين ضد حزب البعث السوري لم تكن مجرد مواجهة عسكرية أو سياسية، بل كانت صراعاً وجودياً بين مشروعين متناقضين: مشروع لبنان التعددي الحر، ومشروع البعث الاستبدادي الشمولي. وحتى بعد سقوط نظام الأسد، فإن بقايا هذه المدرسة القمعية لا تزال حاضرة، مما يجعل المعركة من أجل الحفاظ على سيادة لبنان و
هُزمتم يا شيخ نعيم، لأنّكم تدّعون زوراً بأنّكم "أشرف الناس" وأن الآخرين كل الآخرين لا كرامة لهم ولا عزة، وانكم وحدكم من تمسكون ناصية الحقيقة
تقع على الرئيس المكلف نواف سلام مسؤولية كبيرة في رفض هيمنة الثنائي على المالية والصحة. المطلوب حكومة قادرة على استعادة ثقة الداخل والخارج، وإيقاف النزيف الذي يفتك بلبنان.
لم يفت الأوان يا فخامة ودولة الرئيس استعيدا دوركما فرهاننا عليكما.
سنطلب من سفير السعادة اللبناني الذي لم نعرف بعد شكله ولونه واسمه، أن لا يغدق علينا السعادة دفعة واحدة بل بالتقسيط المريح،لأننا بحاجة إلى مرحلة تأهيل ننتقل خلالها من مستوى "صفر "سعادة إلى مستوى سعادة منخفضة، متوسطة ثم عالية تدريجياً.
حان وقت التحرير الحقيقي. تحرير لبنان من الوصاية الداخلية والخارجية، وبناء دولة تحفظ كرامة شعبها، بدل أن تكون ساحةً لتصفية الحسابات. لبنان لا يحتمل المزيد من الصفقات الفاسدة، والمستقبل لن يُكتب إلا بسيادة حقيقية وقيادة نظيفة.
توازياً مع تعزيز العقوبات والجاهزية العسكرية، ستُعطى إيران فرصة محدودة زمنياً، فإذا لم تلتزم سيتمّ اللجوء إلى القوة ومن ثم يليها "التحدّث".
بشكل عام كان رؤساء الحكومات إما من العاصمة بيروت وإما من طرابلس أو صيدا، حيث تشكل المدن الثلاث كبرى الحواضر ذات الثقل السني والسياسي في آن معاً.
هناك شراكة واقعية بين الدولة وأصحاب المولّدات الذين يستعملون تجهيزات الدولة لتوزيع ونقل الطاقة وهي ممتدّة منذ سنوات طويلة يستفيد منها أصحاب المولّدات ويدفع المستهلكون ثمنها لهم دون أن تدخل في نفقات أصحاب المولّدات بل هي على عاتق الدولة.
فليشكّل فخامة الرئيس والرئيس المكلّف الحكومة نظراً للكفاءات والأهليّة وليضعوا المجلس النيابي أمام مِجهر الإختبار الحقيقي تجاه ناخبيهم فزمن عدم المساءلة قد ولّى والإنتخابات النيابيّة المقبلة تحت مِجهر المحاسبة الشعبيّة.
إعادة تعريف الميثاقية وتحريرها من قبضة القوى السياسية المهيمنة يمكن أن يكونا بداية لبناء دولة تقوم على الشراكة الطائفية الحقيقية والعدالة الاجتماعية.
على المستوى الاستراتيجي، مسار إدارة الدولة قد حُسِم، ولم يعد هناك مكان للممانعة أو لأجندتها على مستوى الـ"ماكرو". أما على مستوى الـ"ميكرو"، فقد تَبَقى للحزب مساحة هامشية ضمن التفاصيل اليومية
لا يمكن للثنائي أن يستمرّ بعقلية فايثون ابن هيليوس، وإلّا فسوف تلدغه ألسنة الشمس وسوف يقضي عليه الإله "زيوس" أي الإيراني الذي يشغّل حساباته الخاصة لأجل أن يكسب في جهوريته الاسلامية حصراً. فهل يدرك الثنائي هذه الحقيقة، أم أنه سيستمر في الانتحار السياسي على حساب الوطن؟
كي لا نضيع في زغل القضايا المضخمة، نطرح اعتماد معيار بسيط ولكنه لاذع كي يتم الفصل بين المناضلين الحقيقيين في سبيل حرية الرأي وبين زؤان ملتحفي المبادئ ومستنفعي الأيديولوجيات، وقوامه أنه من ارتضى بفتوى الخميني بقتل سلمان رشدي لا يستحق شرف الادّعاء بالدفاع عن حرية الفكر والإعلام.
الظروف اليوم سانحة للتخلص من تحكّم قوى خارجية باعت واشترت وقايضت وقبضت ثمناً مادياً على رؤوس اللبنانيين كسباً لمصالحها.