عزيزي القارئ، إن مرّ بك "تَيس كبير"، لا تُجادله، فقط ابتسم، صافحه (من بعيد)، وقل له: "دمتَ مبدعًا، بس "بليز"، ريّحنا شوي!" أما أنا، فأفكّر بترك قلمي، والذهاب لزراعة شجرة تواضع، علّها تنمو على الرغم من كلّ هذا الضجيج النطّاحي.
منذ سنتين أو ثلاث، أُعجب بي أحدهم، أو على الأقل، كان يعتقد أنه معجب بي. المشكلة؟ كان يكره اللون البنفسجي. والمشكلة الأكبر، أنني كنت أهوى ارتداء البنفسجي مذ كانت أمي تقنعني أنني أشبه زهرة البنفسج عندما أبكي.
منذ أشهر، وأنا أواجه ما يشبه الهجوم العاطفي المتعدّد الاتجاه: رسائل تبدأ بـ "اشتقتلّك فجأة"، وتنتهي بـ "كنتِ الوحيدة يلّي بتفهميني". مكالمات طارئة من أشخاص فقدوا رقمي ثلاث سنوات، وتذكّروه فجأة لمّا انقطعت عنهم الكهرباء (أو الحنيّة). أصدقاء يظهرون عند إصابتهم بأزمة، ثم يتبخّرون بعد أن تنتهي جلستهم "ا
في زمنٍ أصبح فيه الحلم بوظيفة مستقرّة ضربًا من ضروب الكوميديا السوداء، والحلم بالاستقرار من أي نوع كان مغامرة تمويلية محفوفة بالمخاطر، والحلم بالسفر مرهونًا بمخزونات "تحت البلاطة" من الدولار، اخترتُ أن أحلم حلمًا متواضعًا، بسيطًا، وواقعيًّا (نسبيًّا): أن أشتري "بنكًا".
مع انطلاق فصل الصيف، تبدأ الأرض بالدَّوَران بشكلٍ أبطأ، ليس علميّاً، بل نفسيّاً. تتقلّص المسافات، تتبخّر الأعصاب، ويتحوّل السلام الاجتماعيّ إلى هدنة مشروطة، وكل ذلك بسبب العدوّ الأوَّل لأنوف الناس: العَرَق غير المسيطَر عليه!. هنا تظهر "بطولة" مزيل رائحة العَرَق.
للتلفزيون المحليّ فضل كبير في تكوين ذاكرتنا البصرية والوجدانية. كان يجذبنا بأجمل المسلسلات والأفلام الأميركية والفرنسية، وكمّ هائل من الذكريات التي شكّلت رأسي ورؤوساً كثيرة أخرى.
تخيّلوا عالماً بلا ريموت كنترول، بلا باقة قنوات، وبلا برامج على مدار الساعة. كأنكم تركتم الدنيا وصعدتم إلى كوكب البساطة، واستقرّ بكم الزمان في عصرٍ ذهبي من الانتظار. عصر ثلاث قنوات فقط: 7 و11، والقناة 9 بالفرنسية، التي كان الكثيرون يتابعونها إما لإنهم فرنكوفونيّون أقحاح أو كرمى لـ "البرستيج".
دخلتُ المطبخ كما تدخل القصيدة بيتها. بصمتٍ ثقيل، وخطى حافية، أجرّ ورائي عباءة كانت بيضاء، مطرَّزة بالزعتر الأخضر واللحم بعجين. لم أبتسم، لم أعلن عن نفسي، فقط وضعتُ سَبَتي على الطاولة، مليئاً بالنعناع، والملوخية الطازجة، وورقة كتب عليها: "أنا الشيف".
"من كم يوم"، أصبت بلوثة تصميم الأزياء. بدأ كلّ شيء في اليوم الذي ارتديت فيه - بدون سخرية رجاءً - سروالاً من المخمل البرتقالي المحروق، فقالت لي سيدة في الشارع: "أنتِ مصمّمة أزياء، أليس كذلك؟". لم أصحّح لها. قلتُ شكراً. ومن هناك، تغيّر كلّ شيء.
في الأزقّة التي كانت يوماً صامتة، تتردّد كلمات مثل "الكومبينيزون". عفواً... "الشفافية"، و "نحن"، "الوفاء"، "النزاهة"، و"الريّس العظيم"، على الجدران بكثافة. أتراها وُعودٌ انتخابية أم تعاويذ سحريّة؟
إليكم نشرة الأبراج الرسمية للمواطن العادي، ذاك الذي يسهر على الأعمال المتراكمة، وينسى كلمة السرّ مراراً، ويشرب القهوة كأنها دواء مقدّس.
لفهم تاريخ البشرية، من الضروري فهم تاريخ النميمة. إنها ليست تسلية أو عادة سيئة، بل هي رياضة فذّة، وعمود فقري لكلّ جلسة ، والمحرّك الأول لكلّ علاقة اجتماعية، والسبب وراء كثير من الحروب وحالات الطلاق.
ننطلق فوراً من "حبس العدس" لنطير معاً ولنحلّق في سماء دول كثيرة من العالم ولنتذوّق أطايب عيد القيامة في كلّ دولة. أنا أستطلع وأذوق وأنتم تثقون بذوقي، أليس كذلك؟
الملل، أيها السيدات والسادة، ليس حالة طارئة أو شعوراً عرضياً يدهمنا فقط عندما ينقطع الإنترنت أو تتأخر الحلقة الجديدة من المسلسل. لا، لا، إنه كائن حيّ، غامض، قديم، متطوّر، متلوّن، وخبيث أحياناً كثيرة. ربما لو أُجري استفتاء عالميّ حول ما إذا كان الملل "آفة العصر" أو "ملهم العباقرة"، لاحتدم الجدال كجدا
المستشارون في هذا العالم مثل الملح في الطعام، بعضهم ضروري، وبعضهم زائد عن الحاجة، وبعضهم يرفع الضغط بدل ضبطه.
أهلاً بك في سينما دنيا الأحلام، حيث المنطق في إجازة دائمة، والدماغ يعرض عليك فيلماً مجنوناً لم توافق على مشاهدته!
ليلة السجاد الأحمر، ليلة الفخامة والتألق، لكنّها أيضاً ليلة الرعب والخوف من كارثة غير متوقّعة، فستان يتمزّق، كعب ينكسر، ممثّل يتعثّر، أو حتى نجم يتلقّى سؤالاً غبيّاً من صحافي نسي اسم النجم أمام الكاميرا. هذه هي السجادة الحمراء، حيث لا يكفي أن نكون موهوبين، بل ينبغي أن نكون أيضاً لاعبي سيرك، وساسة، و
لا يمكنني الإنكار أنّ الكيس البلاستيكي هو بطل خارق في حياتنا اليومية. فهو يحمل المشتريات، يخزّن النفايات، ويخدم في نقل "المجدّرة" إلى بيت الجيران. ومع ذلك، لديه قدرة غامضة على التكاثر. تبدأ بكيس واحد بعد رحلة تسوق، لكنني فجأة أجد نفسي أمام مستعمرة كاملة من الأكياس المتشابكة وكأنها تخطّط لانقلاب على
جاء زمن الحداثة، ومعه اكتشف البشر أنّ التجاعيد ليست علامات حياة، بل أخطاء تقنية تستوجب الإصلاح الفوري! هكذا وُلدت صناعة "نفخ وترميم البشر"، حيث لم يعد التجميل مجرّد تحسين، بل عملية إعادة إعمار شاملة، كأنّ الوجوه مناطق منكوبة بحاجة إلى تدخّل المنظّمات الدولية!
في حين ينظر العالم إلى "كرنفال ريو دي جانيرو" على أنه ذروة الاحتفالات والرقص والألوان، فاللبنانيّون يعرفون أنّ لديهم مهرجاناً أعظم وأخطر بكثير: إنه "أسبوع المرفع!". الفرق الوحيد؟ في "الريو"، يستعرضون الرشاقة واللياقة، بينما في المرفع عندنا، نختبر نحن المقبلين على الصوم الكبير قدرة المعدة على الصمود.
واتساب ليس مجرد تطبيق، إنه مختبر اجتماعي حيث تُختبر أعصاب البشر تحت ضغط الرسائل الصوتية الطويلة، والملصقات العشوائية، والرسائل الجماعية التي تبدأ بـ "بونجور" أو "صباحو"، وتنتهي بـ "إذا لم ترسلها لعشرة أشخاص، فستفقد كلّ حظّك في الحياة!"
في دنيا الـ "Social Media"، جميعنا خبراء في كلّ شيء: في الطب، الهندسة، السياسة، الطبخ، وحتى تربية النحل. إن كنت تريد الانضمام إلينا ودخول نادي العباقرة الرقميين، لا تقلق، "شبّيك لبّيك" دليل شامل الآن بين يديك.