ننطلق فوراً من "حبس العدس" لنطير معاً ولنحلّق في سماء دول كثيرة من العالم ولنتذوّق أطايب عيد القيامة في كلّ دولة. أنا أستطلع وأذوق وأنتم تثقون بذوقي، أليس كذلك؟
الملل، أيها السيدات والسادة، ليس حالة طارئة أو شعوراً عرضياً يدهمنا فقط عندما ينقطع الإنترنت أو تتأخر الحلقة الجديدة من المسلسل. لا، لا، إنه كائن حيّ، غامض، قديم، متطوّر، متلوّن، وخبيث أحياناً كثيرة. ربما لو أُجري استفتاء عالميّ حول ما إذا كان الملل "آفة العصر" أو "ملهم العباقرة"، لاحتدم الجدال كجدا
المستشارون في هذا العالم مثل الملح في الطعام، بعضهم ضروري، وبعضهم زائد عن الحاجة، وبعضهم يرفع الضغط بدل ضبطه.
أهلاً بك في سينما دنيا الأحلام، حيث المنطق في إجازة دائمة، والدماغ يعرض عليك فيلماً مجنوناً لم توافق على مشاهدته!
ليلة السجاد الأحمر، ليلة الفخامة والتألق، لكنّها أيضاً ليلة الرعب والخوف من كارثة غير متوقّعة، فستان يتمزّق، كعب ينكسر، ممثّل يتعثّر، أو حتى نجم يتلقّى سؤالاً غبيّاً من صحافي نسي اسم النجم أمام الكاميرا. هذه هي السجادة الحمراء، حيث لا يكفي أن نكون موهوبين، بل ينبغي أن نكون أيضاً لاعبي سيرك، وساسة، و
لا يمكنني الإنكار أنّ الكيس البلاستيكي هو بطل خارق في حياتنا اليومية. فهو يحمل المشتريات، يخزّن النفايات، ويخدم في نقل "المجدّرة" إلى بيت الجيران. ومع ذلك، لديه قدرة غامضة على التكاثر. تبدأ بكيس واحد بعد رحلة تسوق، لكنني فجأة أجد نفسي أمام مستعمرة كاملة من الأكياس المتشابكة وكأنها تخطّط لانقلاب على
جاء زمن الحداثة، ومعه اكتشف البشر أنّ التجاعيد ليست علامات حياة، بل أخطاء تقنية تستوجب الإصلاح الفوري! هكذا وُلدت صناعة "نفخ وترميم البشر"، حيث لم يعد التجميل مجرّد تحسين، بل عملية إعادة إعمار شاملة، كأنّ الوجوه مناطق منكوبة بحاجة إلى تدخّل المنظّمات الدولية!
في حين ينظر العالم إلى "كرنفال ريو دي جانيرو" على أنه ذروة الاحتفالات والرقص والألوان، فاللبنانيّون يعرفون أنّ لديهم مهرجاناً أعظم وأخطر بكثير: إنه "أسبوع المرفع!". الفرق الوحيد؟ في "الريو"، يستعرضون الرشاقة واللياقة، بينما في المرفع عندنا، نختبر نحن المقبلين على الصوم الكبير قدرة المعدة على الصمود.
واتساب ليس مجرد تطبيق، إنه مختبر اجتماعي حيث تُختبر أعصاب البشر تحت ضغط الرسائل الصوتية الطويلة، والملصقات العشوائية، والرسائل الجماعية التي تبدأ بـ "بونجور" أو "صباحو"، وتنتهي بـ "إذا لم ترسلها لعشرة أشخاص، فستفقد كلّ حظّك في الحياة!"
في دنيا الـ "Social Media"، جميعنا خبراء في كلّ شيء: في الطب، الهندسة، السياسة، الطبخ، وحتى تربية النحل. إن كنت تريد الانضمام إلينا ودخول نادي العباقرة الرقميين، لا تقلق، "شبّيك لبّيك" دليل شامل الآن بين يديك.
مني إلى تلك "النخبة السعيدة" التي تشتري مستحضرات الذهب والألماس والبلاتين: أنتم أبطال ملحمة تجميلية، ربما يكون سرّ سعادتكم بسيطاً: إذا لم تجعلكم المستحضرات أكثر جمالاً، فعلى الأقل تجعلكم تشعرون أنكم استثمرتم في شيء أغلى من عقارات مانهاتن.
علب السردين ومن بعدها علب التونة، عبوات "التنك" الصغيرة التي تختبئ في خزائننا وتنتظر بشغف لحظة المجد على المائدة، هل تساءلتَ يوماً عن قصة صعود تلك الأسماك من أعماق المحيط إلى عالم الشهرة المعلّب؟
النعي سواء على جدران دُور العبادة وعلى صفحات الوفيات في الجرائد، أو في وسائل التواصل الاجتماعي، ليس مجرّد إعلان عن رحيل أشخاص أعزاء. هو أكثر من ذلك بكثير: إنه موسوعة يوميّة قد تختلط فيها التقاليد بالدعابة، الجديّة بالمفارقة، والمعلومات الاجتماعية بأسرار صغيرة قد لا تتاح في أي مكان آخر.